الحزب الشيوعي العمالي-الحكمتي (الخط الرسمي)

 

 

الفاشية بحلة "محاربة" داعش!

على هامش جرائم الحكومة التركية في سوريا

 

 

شرعت الحكومة التركية اخيراً، بالتواطيء مع أمريكا، روسية، الجمهورية الإسلامية في ايران، سوريا وداعش بخطوات فاشية بحق المناطق التي هي تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي السوري. ان الحملة المباشرة والرسمية للحكومة التركية على كردستان سوريا، احتلال مناطق وقصف بعض كانتونات كردستان سوريا والحملة على الجماهير الكادحة والعنجهية تحت راية "محاربة" داعش هي من هذا القبيل. 

ان انعطافة تركيا من الدفاع المستميت عن داعش ومجابهة الأسد امتداداً لسياسة برجوازية الغرب الى سياسة التقارب مع مثلث روسيا-ايران سوريا، هي من اجل تعويض اخفاقاتها في الشرق الأوسط من جهة، ومن جهة أخرى للرد على المعضلات الداخلية لتركيا ومن بينها مجابهة "معضلة الكرد" في تركيا نفسها والأحزاب الكردية في سوريا. 

كان من الواضح ان ليست تركيا، ولا ايران ولاسوريا سيتحملون وجود سلطة "كردية" في سوريا.

ان تركيا، بوصفها احد أعضاء الناتو، استلمت شيك على بياض، شيك مشروعية الحملة على المناطق التي هي تحت سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي السوري مقابل انهاء الوقوف بوجه المثلث الروسي- الإيراني- السوري، واليوم تقصف هذه المناطق تحت اسم مجابهة داعش.

 بالإضافة الى الهجمات الوحشية على المناطق الكردية في تركيا نفسها، وبالإضافة الى اعمال القصف والاعتقالات وعسكرة أماكن سكن وعمل الجماهير المحرومة، لم تالوا حكومة اردوغان الفاشية على امتداد كل هذه المرحلة من القيام باي مؤامرة على مناطق كردستان سوريا وتحديداً كانتونات كوباني والجزيرة وعفرين وكل مناطق شمال سوريا. كانتونات تصدت وبصورة بطولية لائتلاف تركيا- السعودية –داعش والهجمة على هذه المناطق، وفرضت عليهم التراجع،  تتعرض اليوم بحجة داعش الى حملة وحشية عسكرية تركية. ان مؤامرة تركيا اليوم على جماهير كانت بالأمس ضحية تحالف داعش، تركيا، الغرب ضد الأسد واليوم ضحية ائتلاف روسية، ايران، تركيا والأسد واتفاقاتهم مع الغرب.   

ان التدخل العسكري التركي في هذه المناطق والحملة على كردستان العراق في السابق تحت حجة "الدفاع عن حدودها" والتعاون الوثيق مع تيار البرزاني وداعش، وكذلك أيضا التعاون الراهن لحزب البارزاني مع الحكومة التركية في الحملة على حزب الاتحاد الديمقراطي السورية وقصف المناطق التي تحت سيطرة وسلطة هذا الحزب هي امر ليس بخاف على احد. من الملفت للانتباه ان في مجمل هذا التاريخ، سواء قبل صعود وتنامي داعش، ام في مرحلة التعاون معه او الان، فان تيار البارزاني هو داعما رسميا او غير رسميا لحكومة اردوغان. تيار البرزاني لهو ربما اكثر الأحزاب القومية الكردية في المنطقة سيئة صيت ورجعية، وان التعاون الحالي لهذا التيار مع الحكومة التركية ينبغي اضافته الى المؤامرات الأخرى لهذا الحزب على جماهير كردستان.

 ان المسببين الأساسيين للاوضاع الماساوية للشرق الأوسط والحياة الكالحة التي فرضت على جماهير سوريا هي حكومة تركيا مع سائر الدول الرجعية للمنطقة من السعودية وقطر الى ايران ومن الدول الغربية الى روسيا وفي مقدمتهم الحكومة الامريكية. ليس في سوريا اليوم "حرب أهلية".  ان مايجري اليوم في سوريا هو حرب الدول والقوى الرجعية ذاتها التي جرت حياة الملايين الى الماسي.   

 يدين الحزب الحكمتي (الخط الرسمي) المؤامرة المشتركة للقوى الرجعية ضد الجماهير والاحزاب السياسية للمناطق التي يقطنها الكرد في سوريا والحملة العسكرية الاخيرة للحكومة التركية على هذه المناطق والتي يتم تصويرها على  انها مجابهة جدية لداعش.  

ان عودة الامان للشرق الاوسط وانهاء الوحشية والجرائم التي ترتكب بحق الجماهير المحرومة في المنطقة مرهون بانهاء تطاول الحكومات الامبريالية، الحكومات والاحزاب والجماعات الرجعية للمنطقة من تركيا، السعودية، قطر، اسرائيل وايران وصولا الى داعش القتلة والجيش السوري الحر.

 

 

الحزب الشيوعي العمالي-الحكمتي (الخط الرسمي)

1 سبتمبر-ايلول 2016