لا للانفلات الامريكي!

بحجة القصف الكيمياوي لمدينة "خان شيخون"، قامت الحكومة الامريكية منتصف ليل الخميس، السادس من نيسان-ابريل، بتوجيه صورايخها على قاعدة جوية في سوريا. سيكون لهذه الهجمة عواقب مخربة ومضرة في المنطقة.

ظاهرياً، يعد مدى وعمق الجريمة في "خان شيخون" مبررا لشرعية هذه الحملة والغطرسة الامريكية. لايتعدى تباكي الهيئة الحاكمة في امريكا وحلفائها على قتل المدنيين في سوريا جراء القنابل الكيمياوية سوى رياء وكذب فاضحين. بغض النظر عن كون من نفذ اعمال القصف الكيمياوي في مدينة "خان شيخون" هو حكومة الاسد الاجرامية ام معارضته المجرمة المتهالكة مع امريكا نفسها، فان دولة امريكا، وعلى امتداد التاريخ ولحد يومنا هذا، هي واكثر من كل بلدان العالم من استخدمت الاسلحة الكيمياوية واسلحة الدمار الشامل ضد سكان العالم.

ليس ثمة شك في ان مقتل اكثر من 80 انسان جراء الاسلحة الكيمياوية لايتعدى حجة وورقة لممارسة امريكا وترامب غطرستهما السافرة. ان هذا لاتتحدث عنه وسائل الاعلام فحسب، بل يعكسه ممثلوا الحكومة الامريكية بوضوح. بينت الهجمة على سوريا ان "الشرطي قد تغير وعلى الجميع ان يأخذوا حذرهم"، وان هذا هو البلاغ الاساسي لهذه الحملة واعلان عودة امريكا الى الميدان بوصفها شرطي منفلت العقال.

ان الهزائم المتلاحقة لترامب في تحقيق وعوده الانتخابية، من حل معضلة البطالة بالاستناد والاعتماد على راسمال امريكي 100% الى وصد الابواب امام الرساميل الاجنبية، من سياسة تعديل الدور العسكري الامريكي الى مد جسور الصداقة مع روسيا، اصبحت حكومة ترامب في وضع غير مناسب سواء على الصعيد الداخلي او العالمي.  زد على ذلك، ينبغي الرد بقوة على الصلة الودية لترامب وفريقه بروسيا، غياب الرد الامريكي تجاه مسائل المنطقة، السخط على تقلص الدور الامريكي في الشرق الاوسط. لقد كان الرد والاعلان الرسمي المتوخى من هذه الحملة على القاعدة الجوية السورية هو ان الغطرسة العسكرية لامريكا لازالت اهم خصيصة واداة استعراض امريكا لقدرتها وهيمنتها على العالم.

انها ليست المرة الاولى التي تحل امريكا معضلاتها الداخلية والعالمية وترسيخ مكانة امريكا في العالم عبر الحرب، الدمار، القتل والقصف واعمال القتل الجماعية بحق الابرياء في زاوية ما من زوايا العالم. ان اخر النماذج هو حملتها على العراق وتدمير لا حياة الناس في هذا البلد، بل فرض انعدام الامان والحرب والجريمة في الشرق الاوسط.

لقد كان الاستفراد الامريكي وانفلات الماكنة الحربية لهذا البلد والمسايرة الطيعة لحلفائها الغربيين الى حد الان هو اكثر محاور التوحش والبربرية في مجمل العالم اساسية. ينبغي لجم الماكنة الحربية لامريكا! ينبغي انهاء هذا التغطرس الامريكي السافر. ينبغي انهاء اعمال الحرب والقتل في الشرق الاوسط وسوريا وليبيا. ان اطلاق صافرة انهاء هذه الوحشية وانهاء التغطرس الاجرامي الامريكي واعمال القتل بحق الابرياء لايمكن ان يتم الا عبر الحضور المقتدر للطبقة العاملة والجماهير التحررية.

يسعى الحزب الحكمتي، بوصفه جزء من هذه الحركة الهادفة الى تشكيل صف عمالي مقتدر لوضع حد لهذه الوحشية المنفلتة والعالم المظلم الذي فرض على البشرية.

 

الحزب الشيوعي العمالي-الحكمتي (الخط الرسمي)

8 نيسان-ابريل 2017